- mohammed alakkad
- 2:49 ص
- المتحف ، المتحف في الاعلام
- لاتوجد تعليقات
خان يونس 11-4-2010 وفا- طارق الأسطل
'يعد التراث الفلسطيني أحد المكونات الأساسية للثقافة الفلسطينية الدالة على مدى ارتباط الإنسان بأرضه المقدسة وتراثه الوطني'.
بهذه العبارات بدأ وليد العقاد الملقب بـ'عاشق الآثار' سرد قصته خلال ثلاثين عاماً في جمع وتنسيق ما تصل إليه يده من شواهد أثرية وتراثية.
وأقام العقاد متحفا بجهوده الذاتية حفاظاً على التراث الفلسطيني من الضياع وكشكل من أشكال النضال ضد الاحتلال.
يقول العقاد مؤسس متحف العقاد الثقافي الفلسطيني الكنعاني للتراث والآثار والفنون بخان يونس، إن 'الهدف المباشر من جمع هذه الآثار والمحافظة عليها هو الغيرة الوطنية على تراثنا وأثارنا، خاصةً عندما كان الاحتلال يدمرهما في عدة مناطق من قطاع غزة'.
ويضيف، في حديث خاص مع 'وفا'، أنه 'رأيت قبل ثلاثين عاماً مضت سرقة هذا التراث الفلسطيني الكنعاني العريق من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي ديان، حيث قام هذا الأخير بالتنقيب مع فريق خاص في مناطق عديدة من القطاع منها منطقتي تل ريدان وتل قطيفة بخان يونس وتل زعرب برفح وأم عامر في النصيرات'.
ويستطرد: على مدار ثلاثة عقود كنت أحاول بجهد كبير ومضني وشاق في ظل الاحتلال إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث.
ويعتبر أن ذلك 'عمل واجب ومقدس وأقل ما يقدمه فلسطيني لشعبه ووطنه'، مجدداً تأكيده أنه 'سيظل يتصدى لمحاولات الاحتلال طمس تاريخ وتراث فلسطين وحمايته من الضياع، ليبقى شاهدا على تراث أجدادنا وآبائنا باعتباره عملا نضاليا ووطنيا'.
ويضيف 'خوفاً وحرصاً على هذه المقتنيات الأثرية النادرة والقديمة، والتي لا تقدر بثمن تم وضعها في متحف متواضع على مساحة 400 مترا مربعا بجانب منزلي الذي اقطن فيه من اجل الحفاظ عليه وحتى يكون عطائي متواصلا دائماً'.
وعن بداياته في جمع الآثار، يقول العقاد، 'منذ كنت في الصفوف المدرسية الأولى سافرت إلى مصر في رحلة مدرسية، وأعجبت بالآثار المصرية الفرعونية وعند عودتي إلى فلسطين بدأت أحاول دائماً البحث عن مقتنيات الآباء والأجداد لأجمعها في صندوق كنت احتفظ فيه داخل غرفتي وظلت تكبر معي هذه الهواية حتى سيطرت على كل حياتي وتحولت من محاولة الحصول على بعض المقتنيات الصغيرة إلى البحث الجدي عن كل ما يمثل فلسطين تراثاً وآثاراً'.
واليوم يضم المتحف عدة أقسام منها قسم الآثار الذي يوجد به مجموعة كبيرة من الآثار التي تعود إلى عصور قديمة كالعصر الهيليني ( الفترة اليونانية 350 ق.م)، والعصر الروماني 63 ق.م، والعصر البيزنطي 350 ميلادي، بالإضافة إلى الفترات الإسلامية منها الأموية والعباسية والفاطمية والمملوكية والعثمانية. وهذه الآثار تتمثل في جرار من الفخار وأعمدة من الرخام استخدمت في بناء القصور ونقود وقبور تعود لهذه العصور جميعها.
وهناك قسم يضم أشياء من زمن الانتفاضة والحروب القديمة التي مرت على فلسطين منها الحرب العالمية الأولى والثانية، بالإضافة إلى سيوف قديمة قبل 450 عاما (هندواني) وحراب قديمة، وأسلحة لثوار فلسطين عام 1936 أثناء الانتداب البريطاني.
توجد كذلك في المتحف مكتبة تاريخية تحتوي على العديد من عناوين الكتب المختلفة تؤرخ فلسطين وتاريخها، منها كتب في دروس الانتفاضة الأولى وكتب تاريخية خاصة بالمواقع الأثرية في فلسطين. كما يوجد أول عدد إصدار لجريدة الأهرام المصرية سنة 1876.
ويوجد جناح خاص باللباس التراثي للمرأة الفلسطينية التي تعود إلى ما قبل 1948 وتمثل القرى والمدن الفلسطينية المحتلة، كما يوجد أدوات كانت المرأة تستخدمها في الشؤون والأعمال المنزلية مثل الرحى (الطاحونة) والصومعة وأواني نحاسية وفخارية والغربال والمرجونة القديمة المصنوعة من عسف النخيل، وكذلك هناك خزانة قديمة كان يطلق عليها لفظ البوريه تعود إلى ماقبل 120 سنة.
ولا يخلو المتحف من الآلات الموسيقية والطرب التي كانت تستخدم قديماً للعزف الموسيقي في السوامر والأفراح منها اليرغول والشبابة والربابة، حتى الهودج الذي يوضع على ظهر الجمل وتحمل فيه العروس إلى بيت عريسها.
وما يميز المتحف أيضا منظر بيت الشَعَر التقليدي، الذي سكنه الإنسان العربي القديم، ويحكي أصالة وتاريخ البداوة بفلسطين دون أن تغيب أيٌ من الأدوات والمقتنيات التي خصصت للراحة وللاستظلال، أو لخض لبن الماعز، وتجهيز القهوة، والتهيؤ للسمر.
ويشير وليد العقاد، إلى أن هذا المتحف مفتوح للجميع دائماً وخاصةً لطلبة المدارس والجامعات.
http://www1.wafa.ps/arabic/index.php?action=detail&id=70456
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق