- mohammed alakkad
- 5:20 ص
- اعلام من فلسطين
- لاتوجد تعليقات
الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم الرشيد
أطلق على هارون هاشم هذا الاسم نسبة إلى "هارون الرشيد" بالخليفة العباسي وتفاؤلا بميلاده, وقصائدي الأولي التي صورت حياة اللاجئين الذين عايشتهم لحظة بلحظة, ثم مبدأ العودة مع المد القومي, والوحدة.
ولد في حارة الزيتون بمدينة غزة عام 1927م، وأمام أبوابها الكنعانية القديمة، وهو باب الزاروب، وبجوار جامع الشمعة الذي شهد تفجر روح المقاومة ضد الانتداب، وسقوط الأبطال مضرجين بدمائهم التي خضبت الأرض بلون أحمر، كان الشاعر منذ البداية شاهدا على الأحداث، ومؤرخا لها عبر التطورات المتتالية التي مرت على المأساة الفلسطينية، ورأى بأم عينيه الأطفال الذين يبتلعهم البحر الهائج حين كانت تنقلهم مراكب اللجوء إلى شاطئ غزة بعد أن اقتلعهم اليهود من مدنهم وقراهم وبياراتهم، رأى الأم الفلسطينية ترمي نفسها في البحر في محاولة يائسة لإنقاذ ابنها الذي حملته الأمواج المتلاطمة إلى الأعماق، فتغوص معه في رحلة منسية عبر الزمن الذي لم يرحم تلك المرأة الشجاعة التي ظنت أن البحر ربما يكون لديه بقايا من عطف وشفقة ورحمة، أما هارون هاشم رشيد فقد ابحر بشعره في رحلة مستمرة إلى اليوم، وعلى صفحة البحر الفلسطيني نسج عذابات اليتم والقهر والتشرد بكل جوارحه، لكنه ربان ماهر يسبح في قصائد الرقة والحنين حيث نجد النوارس البيضاء، ومفردات الأمل من المستقبل، وأناشيد الغضب والكفاح، حيث يعبر عن نبض الأجيال التي لم تنسها عواصف الغربة أشجار بلادها الخضراء التي يعد هارون هاشم رشيد إحدى هذه الأشجار الوارفة الظلال، ورغم انه يعيش بعيدا عن الوطن، لكن بمثابة السنديانة التي تحط عليها النسور بجناحيها، قبل أن تحط الرحال في فلسطين.
اصدر هارون هاشم رشيد عشرين ديوانا شعريا منذ العام 1954حتى الآن، وشعره مملوء بالرومانسية الوطنية التي تغنت بها الأجيال العربية من المحيط إلى الخليج، لما فيها من قدرة رائعة على استنهاض المشاعر والهمم، ومقت للغزاة، وعشق للحرية والحياة بشرف وكرامة،إضافة إلى عدد من المسرحيات الشعرية التي مزجت بين المتعة الفنية والقيمة الفكرية الوطنية الملتزمة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق