- saed alakkad
- 12:55 ص
- المتحف في الاعلام
- لاتوجد تعليقات
عثر عليها بعد 44 عاما من النكسة
متحف العقاد بخان يونس يبحث عن عائلة ضابط مصري لتسليمها متعلقاته
خان يونس - الحياة الجديدة - تحسين الأسطل - بعد أن شيد له ركن خاص
لمتعلقاته في متحف العقاد بخان يونس، ما زال وليد العقاد رئيس متحف العقاد
بخان يونس يحاول زيارة القاهرة للبحث عن أسرة الشهيد محمد فتحي فرغلي
الضابط في الجيش المصري، الذي استشهد خلال نكسة حزيران أثناء دفاعه عن
تراب فلسطين. وليد العقاد قرر أن يسافر إلى مدينة المحلة المصرية، والبحث
عن عائلة الضابط ليروي لها بنفسه بطولته وشجاعته، التي شاهدها بنفسه
مع والده وكل أفراد الاسره قبل 44 عاما، وكيف ضحى هذا الضابط بنفسه من
اجل أن يحمي مدينة خان يونس ويدافع عنها، وكذلك دعوة عائلته إلى زيارة
قبره في مدينة خان يونس، للتأكيد على عمق العلاقة التي تربط الشعبين
الفلسطيني والمصري، فهي علاقة دم دفعه آلاف الجنود المصريين دفاعا عن
الأرض الفلسطينية من العدو المشترك.
وقال العقاد انه بعمله هذا يقوم بتوجيه رسالتين الأولى سياسية وهي أن
الشعبين المصري والفلسطيني واجها معا العدو المشترك، وربطهما التاريخ
والدم والعرق والأرض، ولن تستطيع أية قوة مهما فعلت أن تفرق بينهما.
أما الرسالة الثانية فهي إنسانية بأن الشعب الفلسطيني لن ينسى الذين
وقفوا إلى جانبه وضحوا بدمائهم ودماء أبنائهم من اجل حرية وكرامة الإنسان
الفلسطيني، وان الشعب الفلسطيني سيخلد هؤلاء الأبطال، وكأنهم أبناء الشعب
الفلسطيني بل يمكن بدرجة اشد. وبدا الانفعال شديد على العقاد وهو يروي
تلك اللحظات الأليمة التي حفرت في ذاكرته منذ كان طفلا، وما زالت حتى
الذكرى والدم لا تموت فكيف يكون الأمر إذا » الآن وكأنها حصلت بالأمس قائلا
موضحا .« كانت هذه الدماء تسفك دفاعا عن الوطن، وكرامة الإنسان العربي
أن التكريم الذي حاول توفيره لشهيد الجيش المصري لا يوازى حجم تضحياته
من أجل أبناء خان يونس، فهذا اقل حق للشهيد علينا.
فما زال العقاد يتذكر تفاصيل يوم 5 حزيران 1967 م، وكأنه أمس، ولا يقلل
ففي ظهر ذلك » : طول المدة التي مرت على الواقعة من إدراكه لكل تفاصيلها
اليوم كان فرغلى ضابطا في كتيبة الصاعقة المصرية في خان يونس، وبدأ
العدوان الإسرائيلي على غزة وسيناء، كانت هناك قوات مصرية في قطاع غزة،
وقتها، تصدت بمعاونة القوات الفلسطينية للعدوان الإسرائيلي ببسالة غريبة،
وعند الظهر دخلت دبابات إسرائيلية إلى منطقة الكتيبة في خان يونس، حيث
ترابط كتيبة الصاعقة المصرية التي كانت موجودة في هذا المكان، وكنا إلى
جوار مسجد العقاد في وسط خان يونس، فهاجمت دبابة إسرائيلية المنطقة
فاختبأنا ومعنا عدة أسر فلسطينية في مخبأ، وبقى الشهيد محمد فتحي فرغلي
من قوات الصاعقة المصرية وحده يتصدى لهجمات الدبابة ورفض توسلات
أبي بأن يدخل معنا المخبأ. وأضاف: استطاع الشهيد أن يدمر جيبا عسكريا
احتلاليا، وتقدم نحو الجيب وتأكد من مقتل جنود الاحتلال، واستخرج بعض
الخرائط من الجيب قبل أن تقوم دبابة احتلالية بقصف المكان بأكمله، بعد
أن تأكد جنود الاحتلال من مقتل جنودهم المتواجدين في الجيب العسكري،
الذي سيطر عليه الفرغلي وأضاف العقاد بعد دفاع شرس منه قصفت الدبابة
المكان كله فأصيب فرغلي إصابات بالغة واستشهد، وحاول والدي إسعافه
لكن إصاباته كانت بالغة فاستشهد، وكان القصف شديدا جدا فدفناه إلى جوار
قبل عامين أرادت البلدية أن » شجرة في المكان نفسه بكامل عتاده. وأوضح انه
تجرى توسعة في الشارع، كانت ستطول مكان دفنه، فنقلته إلى مقابر أسرتي
إلى جوار مسجد العقاد وأخذت خوذته وبعض ملابسه وحذاءه المدفونة معه،
ووضعتها في ركن خاص بالمتحف انتظارا لليوم الذي سأزور فيه مصر وأصل
.« لأسرته لأسلمهم متعلقات ابنهم البطل
هذا ضريح الشهيد » : ويضم ركن الشهيد في المتحف، شاهدا كبيرا كتب عليه
وذلك تقديرا لجهاد ونضال هذا البطل « البطل المصري محمد فتحي فرغلي
الذي يعتبر نمودجا وتقديرا من الشعب الفلسطيني لكل الأبطال الذين ضحوا
بدمائهم من اجل فلسطين وحريتها.
ويؤكد العقاد انه لا يملك في رحلته سوى معلومات ضئيلة لا تتجاوز اسم
البطل المصري، والمدينة التي ولد فيها، لذا عقد العزم على البحث عنه في
كل بيت وشارع، حتى يصل إلى أسرته، مشيرا إلى أنه سيحتفظ لمتحفه
بعدد من متعلقاته - في إشارة إلى البطولة التي قدمها الشهيد على الأراضي
الفلسطينية، على اعتبار انه شاهد على المكان الذي استشهد به هذا البطل.
ويضم متحف العقاد ما لا يقل عن ٣٠ ألف قطعة آثار منذ ٣٥ عاما، كان يحتفظ
للآثار الفلسطينية.. « موشى ديان » بها في سرداب تحت الأرض خوفا من سرقات
وفى انتظار انفراجة في الأزمة الفلسطينية، تسمح بظهور أول متحف للآثار
وتراث الجهاد العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
ويتمنى العقاد على كل الأطراف الفلسطينية أن تتم المصالحة وتتوحد من
اجل فلسطين، التي غادر آلاف المصريين والعرب من كل الجنسيات بلادهم،
وتوجهوا إلى فلسطين للدفاع عنها من العدو الإسرائيلي، وما زالت فلسطين
تحتفظ في ترابها حتى الآن.
* نشر في الحياة الجديدة - الاربعاء 22/6/2011 - العدد 5618
http://www.alhayat-j.com/newsite/newspaper/index.php
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق