- saed alakkad
- 1:42 ص
- المتحف في الاعلام
- لاتوجد تعليقات
شاهد موشى ديان يسرق الآثار ويدمرها فأصابته الحمية عاش قطاع غزة، المحتل منذ عام 1967، ظروفا صعبة، من تشريد وقتل واسر وتدمير منازل. وقتها كان الشاب وليد العقاد، من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، يراقب ما يحدث حوله، ودهش عندما رأى جنرال الحرب الإسرائيلي موشى ديان، ينقب باحثا عن الآثار في خان يونس، فأثار ذلك في العقاد تحديا كبيرا، جعله يؤسس، وبمبادرة شخصية منه متحفا يعرف الآن باسم "متحف العقاد الثقافي للتراث والآثار". وفي الوقت الذي يجد فيه الفرقاء الفلسطينيون الأموال لشراء الأسلحة ليقتلوا بعضهم بعضا، ولا يسعون لما هو أفضل، تصبح مبادرة العقاد، استثنائية في منطقة لم تعد تعرفها وسائل الإعلام إلا مقرونة بالعنف والدم والتدمير، الذي وصل إلى حرق مؤسسات التعليم العالي، وخطف الصحافيين، وتفجير مقاهي الإنترنت يقول الباحث وليد العقاد، في حواره مع "الشرق الأوسط"، إن حافزه الأساسي لإقامة المتحف، هو "الغيرة الوطنية على تاريخ وهوية الشعب الفلسطيني، خصوصاً عندما رأيت بأم عيني موشى ديان، وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، وهو ينقب في خان يونس، وبالذات في منطقتي "تل ريدان" و"تل قطيفة"، ويسرق ويحدث تخريبا وتدميرا، وأيضا كنت أرى سلطات الاحتلال تستهدف كل اثر قديم لنا بالسرقة أو التدمير". وأهمية متحف العقاد، انه الأول من نوعه في قطاع غزة باعتراف الجهات المختصة، ويحظى باهتمام وسائل الإعلام المختلفة، والوفود التي تزوره، ويضم قطعا أثرية كثيرة تعود إلى عدة عصور منها: الفخارية، والمعدنية، والبرونزية، والذهبية وغيرها. وفي متحف العقاد قسم خاص بالتراث، ويرى فيه بيت الشعر المغزول من شعر الأغنام، وكذلك أثواب فلسطينية لكل قرية ومدينة في فلسطين قبل سنة 1948، ويضم أيضا آلات الموسيقى الشعبية، إلى جانب دلة القهوة، والمهباش، والأدوات التقليدية، وسيف قديم عمره 450 سنة، يعود إلى والد مؤسس المتحف، وهو متوارث أباً عن جد. أما قسم الآثار فموجوداته لا تقدر بثمن- حسب العقاد- وتعود إلى عصور مختلفة منها العصر الحديدي أي 1200 سنة ق.م. والعصور الهلينسية، حيث اندمجت الحضارة اليونانية بالحضارة الشرقية وأصبحت اليونانية هي لغة التجارة والثقافة. وهناك آثار تعود للعصر الروماني أي 200 سنة ق. م. وأيضا للفترة البيزنطية أي نحو 350 ميلادي، وكذلك الفترة الإسلامية ابتداء من 630 م. وفي المتحف مكتبة تضم كتبا تاريخية عن العصور سالفة الذكر، ووثائق تاريخية، وصحافية مثل العدد الأول من جريدة الأهرام الذي صدر عام 1876. كما يرى الزائر نماذج من الأسلحة القديمة التي استخدمت في الحرب العالمية الأولى والثانية وفي المقاومة الفلسطينية للاحتلال البريطاني سنة 1936، وحروب أعوام 1948، 1956 و1967 بالإضافة إلي الانتفاضتين الأولى والثانية، وكل ما استخدم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل من سلاح متقدم، حيث توجد منه عينات في المتحف بالإضافة إلى قسم خاص بالشهداء والأسرى. وفي قسم التحنيط، توجد زواحف وطيور نادرة مثل البجع، والفليمنجو، ورأس تمساح، وثعبان الكوبرا، والورل... وحول كيفية حصول العقاد على القطع الأثرية؟ وهل يتوجب تسجيلها لدى الدوائر الرسمية؟، يقول "حصلت عليها بعدة طرق منها البحث، والشراء، والتنقيب، وهذا حدث كله في ظل الاحتلال سراً وخوفاً من وصولها ليد المحتل. وبعد خروج الاحتلال تعاونت مع وزارة السياحة والآثار للاطلاع على محتويات المتحف لبناء متحف رسمي في محافظة خان يونس وتبرعت بقطعة أرض لبناء هذا المتحف واتخذنا خطوات وفقا للقواعد الرسمية، والفنية". ومتحف العقاد مفتوح للجمهور، يستقبل الطلبة، ويقدم المساعدات للذين يعدون أبحاثا في التاريخ والآثار، كما يستقبل الوفود الأجنبية والعربية. ويشرح العقاد: "أقيّم كل قطعة أثرية عن طريق خبراء، وخاصة من المصريين، حيث زارني العديد منهم، بمساعدة الدكتور عاطف عبد الحي، رئيس قسم الآثار في جامعة القاهرة. وقد استفدت كثيرا جدا من الإخوة المصريين، ووجهت لي دعوة رسمية لزيارة المعالم الأثرية في مصر، والاطلاع على طريقة الفحص لقطع الآثار بالنسبة للعمر الزمني عن طريق مادة كربون (سي 14)، ولبيت الدعوة، وزرت جميع متاحف مصر تقريبا". يقول العقاد بان المعيقات كثيرة وعانى المتحف من مضايقات سلطات الاحتلال، ويروي: "تعرض المتحف تكراراً للاستهداف فمثلاً، عندما تمت مداهمة بيتي لاعتقال أخي، وقع نظر الضابط الإسرائيلي على قطعة أثرية تعود إلى العصر البيزنطي توجد عليها زخارف ونقوش هندسية وكلمات بالحروف اللاتينية، وتعود القطعة إلى قصر الملكة هيلانة، وقبل أن يسأل عن أخي أين هو سأل من أين لك هذا؟ وفوراً اصدر تعليماته برفع ونقل الحجر إلى السيارة العسكرية قبل اعتقال أخي. هذا مثال واحد وعلى شاكلته كثير". ولكن كل ذلك، لم يثن العقاد عن مواصلة عشقه، فقبل نحو شهرين ضم إلى المتحف قطعة أثرية مهمة من اكتشافه وعنها يقول "آخر اكتشاف لي كان تابوتا من الرصاص اللين وزنه 105 كيلوغرامات ويعود إلى العصر البيزنطي، وعثرت بداخل التابوت على قطعتين من النقود، بالإضافة إلى جرة من الفخار». ويواصل العقاد ضم القطع الأثرية إلى متحفه الشخصي الذي تعجز السلطة الفلسطينية، عن تحويله إلى متحف رسمي تحت إشرافها، غير آبه بلعلعة الرصاص الطائش في سماء ذلك الشريط المحاصر المحاذي لأحد أجمل البحار في العالم، الذي نشأت على ضفافه الحضارات، وكان حلقة وصل بينها. http://www.thaqafa.org/site/pages/details.aspx?itemid=3485#.U1TJN1V_vxM |
مرات القراءة: 3 - التعليقات: 0
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق